السبت، 14 مايو 2016

أساسيات التعامل واحترام العملاء



أساسيات التعامل واحترام العملاء



لو اطلعت على تدويناتي السابقة، ستشاهد أني بالغالب أنظر لمعادلة “المستقل والعميل” من طرف المستقل فقط، والسبب بسيط كوني أنا المستقل هنا، هذا ما يجعلني أركز على هذه المعادلة من طرفي فقط وأتحدث عن تجاربي مع العملاء “الجيدة منها، والحزينة” من وجهة نظري، لكن ومن تجربة سريعة في الأيام الماضية شعرت بما يعانيه العميل عند بحثه عن مستقل ليستلم عمله الجديد، وبررت العديد من التصرفات التي كنت أستغربها وبشدة أثناء تعاملي مع أحدهم
نعم، فبعيداً عن مهارات التصميم أو التطوير، وخبرتك وابداعك بهما، هناك أسس عليك فهمها واتقانها .. أولها وأهمها أساسيات التعامل واحترام العملاء.

احترم أبسط طريقة بالتواصل

لاأدري لم يصر البعض على التفكير بالبريد الالكتروني كويسلة جانبية أو اضافية، ويستخدم عبارة “لاأرد على البريد دائماً”، أو أخصص يوم بالأسبوع لقراءة الرسائل والرد عليها .. ياأخي اسمه “بريد الكتروني” وليس “حمام زاجل”، أسبوع !!؟ كيف ستنجح بعملك وتحصل على عملاء جدد ان لم تأخذ رسائلهم بشكل جدي، وتتعامل معها باحترام – وأقل أسلوب للاحترام هو الرد بوقت منطقي – يوم، يومان، ثلاثة .. لكن أسبوع وعشرة أيام، نعم هذه المدة تصلح لكن قبل مئة عام من الآن وليس اليوم !! لاتنسى أنك مستقل والبريد الاكتروني هو الأساس، أرفض السكايب أو الفيس بوك أو الواتس اب أو حتى الهاتف، أو اجعلهم وسائل جانبية لكن أن تقوم بالعكس فهذا الكلام غير منطقي، كيف سيطمئن بالعمل معك ويضمن ارسالك لعمله، أساساً كيف سترسله له ؟ عبر الهاتف أم الـ MMS أم بالتخاطر !؟

اللباقة جميلة

لاأقصد أن ترتدي طقم رسمي وكرفته أو تضع سكين على يمينك، وشوكة على اليسار، وتتحدث مع عميلك .. أقصد أن ترد بلباقة وتتكلم بلطف، فجملة كـ “هذا رقمي 090000000″ فقط للرد على رسالة فيها محتوى مهم وتشرح عمل ما أو تستفسر عن جانب معين، هي جملة غير منطقية وغير مفهومة، ولايستخلص منها الانسان الطبيعي أي معنى، لن تخسر شيئ ان قمت برد السلام، أو شكر عميلك على تواصله معك، لاتريد العمل !؟ لامشكلة قم بتوضيح اسلوب تعاملك، أو ارفضل العمل بشكل مباشر حتى .. لكن بلباقة.
اختم الرسالة بشكل جميل، فكلمة “تحياتي لك” أو أتمنى لك التوفيق ليست كلمة سيئة ولامعنى سيئ لها بأي لغة من لغات العالم، وليست اختصار لطلب تحويل $322 دولار بالباي بال ..
هي كلمة ختامية جميلة فقط !!

العميل ليس درجة ثانية

من أخبر المستقلين أنهم فصيلة فريدة من نوعها !؟ عزيزي المصمم أو المطور، لست جورج كلوني أو رئيس لدولة ما، ولا شخص بميزات خارقة، انت انسان وهبه الله ميزة وأعطاه علم بمجال ما، ثم وفقه للعمل به “فقط” لاشيئ غير ذلك، أحمد الله على نعمته عليك، وقدرها، ومن باب رد الجميل والحفاظ على النعمة : أحسن التعامل مع البشر بلطف واحترام، ولاتحدث العميل على أنه درجة ثانية، وان أخطأ وطلب منك خفض السعر لا سمح الله، وضح له سبب هذا المبلغ، أو ارفض العمل بلطف، حدثه عن وقتك وجهدك، لاداعي للتكبر والاستغراب (معقول !! عميل، ويطلب تخفيض ؟ هزلت ..) لا ياعزيزي لم تهزل، هزلت عندما دخلت أنت هذا المجال !!

المتابعة حق لك وعليك

ان سألك العميل عن الوقت المتوقع للانتهاء أو تابعك وطلب منك تحديثات، فهو لم يخرج عن الملة، ولم يكفر بعد، هو يسأل فقط “يستفسر” لاأدري لما يتوقع البعض أن يكون بين المستقل والعميل أربع رسائل فقط، الأولى للطلب والثانية للدفع والثالثة لتسليم العمل، والرابعة للشكر والتبجيل على قبوله العمل معك !!
هل تعلم عدد المصممين العرب ؟ عدد المستقلين منهم ؟ أو عدد المصممين والمستقلين بالعالم ؟ عدد الشركات التي تقدم نفس الخدمة التي تقدمها ؟ اذاً احمد ربك على نعمته، واشكر عميلك على اختيارك “حتى ولو كنت رقم واحد بالعالم”.

احترم الاتفاق

أحياناً قد يطلب العميل شيئ اضافي، أو يُكثر من التعديلات، وقد ينسف العمل، ويكلفك بجهد ووقت أكبر من ذاك الذي رسمته أو خصصته للعمل، وبالتالي المقابل أصبح أقل من المتوقع .. وضح له ذلك .. وضح أنك قد تطلب مبلغ اضافي نتيحة لهذه التعديلات أو الاضافات .. وضح له المبلغ بالتفصيل، اعتمد على الوضوح وان نسيت أو “تناسيت” تحمل نتيجة خطأك، ولا تتكتم حتى نهاية العمل ثم تضرب الرقم بـ 3 بحجة الجهد، باختصار لاتشعر عميلك أنك تستغله أو تسرقه، اضغط على نفسك قليلاً ان احتاج الأمر، لكن لاتترك طابع سيئ بالتعامل ولاتحرج عميلك وتذكر “ما أخذ بسيف الحياء فهو حرام”.

قم بانهاء العمل بابتسامة

أقصد أن تترك طابع جميل وسعيد بنهاية العمل .. أخطأت ؟ أصلح خطأك، عوض عميلك – أخطأ هو ؟ وضح له خطأه، سامحه، كن صاحب القلب الكبير هنا أو حاول على الأقل – لم يحترمك ؟ ارفض التعامل معه “بلطف” ووضح له السبب حتى ولو كان بشكل مباشر لكن أيضاً “بلطف” – انهي العمل باحترام متبادل وتأكد من رضاه عنه، شروط العمل جميلة ومهمة لكنها ليست قانون أو دستور لايتم تعديلها، قم بتعديل اضافي، أو اخصم قليلاً من المبلغ ان حصل سوء تفاهم أو مشكلة، تصرف بمرونة وانهي العمل بابتسامة :)
بالنهاية : نعم قد يخطئ العملاء بحق المستقلين أو العكس، وهذا أولاً واخيراً يعود لعدم انتشار مفهوم العمل الحر “بوضوح” ولاختلاف طباع البشر، لكن كن أنت من يساهم بنشر هذا المفهوم، بل قم بصنع أسس جميلة وصادقة فيه، واعمل على اصلاح أخطاء غيرك من المستقلين، واترك طابع جميل عن تجربة العمل الحر.


شعاراتك ماثونية !




شعاراتك ماثونية !


Horror

يدخل " محمد " على عميل برتبة كاهن كان .. ذاك النوع الذي تعرف على عالم الحاسب الجديد من فترة ليست بالطويلة، ولديه من الثقافة العلمية الشيئ الكثير، تحديداً تلك المتعلقة في تفسير الأحلام والعلوم الدينية الغريبة، كان أسم ذاك العميل “سارموس” ونعم هذه القصة مقتبسة من قصة حقيقية، مع تغيير في الشخصيات والأسماء والأماكن، لتعبر عن تجربة من أهم تجارب وأساليب تفكير بعض العملاء.

عن قصة حقيقية ..

يدخل محمد غرفة سارموس “خبير الأعمال الفنية”
محمد : السلام عليكم، هل اطلعت على أعمالي قبل أن نتحدث ؟.
العميل : نعم لقد اطلعت على أعمالك.
محمد : جميل جداً، اذاً دعنا نتحدث بالعمل ..
العميل : رأيي أن شعاراتك جميلة فيها لمسة “غربية أوروبية” رغم أني أفضل الشرقية !
محمد : شكراً، مالذي تقصده بالشرقية !؟
العميل : شيئ من الزخارف العربية الجميلة، الآرابيسك والخط الحر الدمشقي.
محمد : كل هوية لها أسلوبها الخاص ونمط العمل المناسب لها – لايوجد قواعد في الجمال !
العميل : لم يفهم ماقلته، لذا انتقل للجملة التالية ..
العميل : أشعر أن بعض شعاراتك يحمل شيئ من الماثونية والتقاطعات، لاأريد هذا النمط !!
محمد : ماثونية !؟ عرف لي الماثونية في الشعارات ؟
العميل : بعض الشعارات تحمل أفكار دفينة مثلاً شعار الفيس بوك = يعبر عن الصليب الماثوني.
محمد : الفيس بوك !؟ شعار الفيس بوك يرمز لحرف f مادخل الصليب بالأمر ؟
العميل : لماذا اختارو حرف f وليس حرف آخر من الكلمة ؟
محمد : لأنه الحرف الأول ببساطة، هذا أسلوب وتوجه بالعمل على الشعارات !
العميل : لا حتى شعار برنامج اكسل، قائمة ابدأ .. كلها تقاطعات ماثونية.
محمد : هذا الكلام خاطئ وغير منطقي، هذا يعني كل شيئ فيه تقاطعات مشكوك بأمره ؟
العميل : نعم !
محمد : التقاطعات في كل مكان .. الشباك الموجود خلفك فيه تقاطع !!
العميل : نعم الشباك مشكوك بأمره !! أي مكان في تقاطعات هو ماثوني ومدسوس من الغرب.
محمد : أنا أنصح كل من يفكر بهذه الطريقة أن يلتفت لأمور أهم وأكبر !
العميل : هذه أمور مهمة وكبيرة، ويجب أن ننتبه لها، لقد غزا الغرب عقولنا ..
لقد غزاهاااا .. غزاهاااا
يترك محمد الغرفة وآثار الحزن على وجهه، قائلاً لنفسه : لقد غزاها بسبب وجود أمثالك بيننا !!
وبقيت أشباح سارموس وكلماته تطارد محمد حتى يومنا هذا .

:) :) The End




عندما يكون العميل جهة حكومية



عندما يكون العميل جهة حكومية



في كافة المجالات هناك تجارب انتحارية، وفي العمل الحر، التعامل مع جهة حكومية هو الانتحار بحد ذاته، فرغم بعض الميزات التي ترافق تلك التجربة “وعلى رأسها المرود المادي” تجد أن السيئات تفوقها بكثير، حتى أكثر المصممين والمطورين خبرة يتجنب التعامل مع جهة حكومية .. لماذا ؟ بعد مرورك على الفقرات التالية ستعرف السبب تماماً،
لكن قبل ذلك هل هناك ميزات للتعامل مع الجهات الحكومية غير “تقوية الايمان الداخلي والصبر وتدريب عقلك على الكوارث” ؟
نعم اسأل أي مستقل أو شخص تعامل مع جهة حكومية في عمل ما، عن المبلغ الذي تقاضاه، سيقول لك أني قمت بضرب سعري الطبيعي بـ 3 الى 5 مرات أو حتى 10، وما أن بدأ بالعمل مع احدى الجهات، حتى شق طريقه الى أغلب الشركات والجهات الحكومية وأصبح المصمم المعتمد لهم جميعاً .. ربما لأنه تخضرم في هذا المجال أو لأنه ببساطة مناسب لهذا النوع من التعاملات “القائمة على أساس الغيرة والتنافس” فكما قام مدير الشركة الفلانية بتغير شعارها أو موقعها الالكتروني بواسطة فلان الفلاني، أقوم أنا كمدير لهذه الشركة باحضار نفس المصمم ودفع مبلغ أكبر مقابل تصميم شيئ جديد “وأفضل” لتشعر بالنهاية أنه عبارة عن سباق كئيب، مميت، لكن يصب في مصلحة من يستطيع تحمل هذه الفوضى، لذا لو أخذنا بالجانب المادي كميزة فأتوقع هذه هي الميزة الوحيدة فقط.
بعيداً عن الجوانب المشرقة في تعاملات كهذه، دعونا نخوض الآن لمحات سريعة عما قد يواجهك عند التعامل مع جهة حكومية :

السلم الاداري المخيف

بمجرد دخولك غابة المسميات الوظيفية الوعرة، ستبدأ مشاكلك الحقيقية، “المدير الاداري – والسكرتير – والمحاسب – والمدير العام .. ومعاونه، وأسماء لن تذكرها” كلهم متفقون على شيئ واحد : “عدم الاتفاق على رأي” فالشعار بالنسبة للبعض كبير أو صغير .. يطلب منهم تغيير اللون، ليجيب آخر بأن اللون مناسب، يقفز أحدهم ليقول أن هذا النمط رائع، فيرد آخر بأنه سيئ جداً، وهكذا الى الانهاية .. ثم حتى ولو ذهبت لرأس الهرم غالباً لن يكون قراره نابع عن شخصه بل له اعتبارات أخرى، مثلاً :

زوجة المدير

نعم، بكل بساطة لو قمت بتجربة عرض العمل عليه دون المرور بالغابة السابقة، سيقوم هو تلقائياً باستشارة شخص ما آخر، وهذا الشخص لن يخطر على بالك حتى بتلك القصص الخيالية، مثلاً حاجب مكتبه أو مسؤول القهوة والشاي، أو زوجته .. نعم وبما أن زوجته لاتعرف ماهو البريد الالكتروني يرسل عملك لها بواسطة “الفاكس” أو مع سائق المؤسسة، أو يصوره بواسطة جواله ويرسله كرسالة باحدى برامج المحادثة، مطالباً اياها برأيها ومبرراً لك هذه المهزلة بـ “أنه رأي ثالث بعيد عن المهنة” أو أن زوجته لها اطلاع واسع على الأعمال الفنية ومعارض النحت، والأمسيات الشعرية،
وبمجرد أن تشعر ببدء هذه المرحلة .. أغمض عينك واستلسم لأنواع التهريج والتفاهة بأشكالها.

التنافس الاداري

أريد حجم شعار المؤسسة أكبر من حجوم شعارات المؤسسات الأخرى، وأحتاج فيه لعدد أكبر من الألوان – أو هل يمكننا زيادة عدد الأحرف والكلمات فيه ؟ ماذا لو وضعت حرفين داخل الشعار معبراً بذلك عن أسمي واسم أبني ؟ ثم لو ظننت أن هذه الأسألة خيالية، فأنت لاتعرف شيئ عن الجهات الحكومية، فمثلاً يكفي لمديرٍ في احدى الشركات الكبيرة أن يغير شعار شركته أو مؤسسته، ليقوم كل مدراء الشركات الأخرى بتغيير شعارات شركاتهم أيضاً،
ليصبح الأمر فجأة مجرد مبارزة وسباق، ناهيك عن كميات النميمة والكذب والاستهزاء الكبيرة بينهم، والجميع يظن أنه الأفضل بما يقوم به.

المدير يستمع لي

دائماً مايكون مدير المكتب أو معاون المدير ذو شخصية مطابقة لتلك المستخدمة في الحكايات والمسلسلات الكوميدية، فهو دائماً ذاك الشخص الذي يريد اخبارك بأنه العقل الحقيقي للشركة، وأن المدير لايقوم بأي شيئ دون استشارته وطلب نصيحته، وعملك لن يعتمد، ويستعمل الا ان وافق هو عليه، ثم يلمح لك بوجوب التقرب منه لانه صاحب الكلمة الأولى والاخيرة، وانت تصبح بشكل تلقائي كرة يلعبها المدير ومعاونه، وموظف آخر حاقد على الاثنين.

المدير الكلاسيكي

أنا من الأشخاص الكلاسيكين بالاختيار، ليس لي في الموضة والتقنية وهذه الصيحات الجديدة، أحتاج شيئ غير عصري، قديم ويذكرني بشبابي، تحديداً “في فترة التسعينات” ثم يتبع كلامه بـ “اااااه أيام رائعة لن تتكرر”، ثم يسألك :
تحب أعطيك ألبوم صوري وانا شاب تستلهم منه فكرة العمل ؟

المؤتمرات والمؤامرات

عند تقديمك النماذج الأولى، سيتم التحضير لاجتماع تخرج نتائجه بعد اسبوع، وبعد أن تقدم تعديلاتك الأولى ستحتاج الادارة الى اجتماع مستعجل تنهيه بعد يومين من الأخذ والرد، يليه اجتماع لبت الأمر والخروج بنموذج واحد مع تعديلاته الأخيرة، ليمرض المدير فجأة أو تأتي فترة نقاهته السنوية في باريس، ثم تتوقف القصة الى حين عودته بعد 21 يوم حاملاً معه نماذج أوروبية يعقد عليها اجتماعاً مع مجلس الادارة متأمراً على أحد الموظفين الذي ابدى اعجابه بأحد النماذج، التي لم تعجبه هو، مخبراً اياك بضرورة عدم اخبار ذاك الموظف عن الاجتماع السري الذي قمتم به، والموعد الجديد لبدء العمل من الصفر، والخروج بنتيجة جديدة كلياً.

التحول المفاجئ

في عشية وضحاها، تتحول من شخص طبيعي يذهب في مواعيد منتظمة للقاء المدير وأفراد الشركة والحديث عن العمل وتعديلاتهم، الى موظف بدوام كامل، لتتحول معها مسؤلياتك تدريجياً الى : اصلاح شبكات الشركة، واستعادة كلمة مرور حاسب المدير، أو تنصيب نسخة حديثة من نظام التشغيل، واستعادة بعض البيانات المفقودة، وتغيير خلفية سطح مكتبه، ثم طباعة بعض الأوراق وأرشفتها، أو تحضير فنجان قهوة سريع ريثما يعيد النظر في عملك.

الصيغ المصدرية

ان انتهى عملك وأنت بكامل قواك العقلية، أي بعد مرورك بكل ماسبق، كم سيكون من الرائع أن تحضر ملفات عملك وترسلها للمدير أو تعطيها لمسؤول الـ IT عندهم، الذي أصبح صديقك المخلص، ثم ماأجملها من لحظة عندما يطلب منك العمل بصيغة word ؟ ويصر عليها كونها “الصيغة الرسمية المعمدة في شركتهم” وصحيح أن المسؤول التقني صديقك، لكنه ليس من النوع الذي تستطيع أن تخدعه وتعطيه العمل بصيغك الوهمية الغريبة المخادعة كالـ AI, EPS أو PSD، وكم سيعجب بك المدير ومن حوله لو أعطيتهم العمل يصيغة Powepoint أيضاً !!

الفاتورة وأمر الصرف

أتوقع هذا ماجعلك تصبر على كل مامر سابقاً، فهو الغاية أو الميزة الوحيدة أليس كذلك ؟ حسناً حتى في هذه النقطة عليك أن تجهز عقلك ليحتمل المماطلات والاعتبارات الوظيفية وسلالمها، فستواجه أشياء كـ “لم يصدر أمر الصرف بعد، الفاتورة تحتاج تدقيق من المدير ثم اللجنة المالية، تمت الموافقة على الفاتورة لكن سيتم تقسيمها الى دفعتين، لن يصدر أمر الصرف الا بعد شهرين من الآن، نحتاج الى فاتورة مصدقة مع ختم من شركتك المسجلة رسمياً “رغم انهم يعرفون منذ اللحظة الأولى أنك شخص مستقل ولاتملك شركة”، كل شيئ جيد لكن هناك خطأ في اسمك سنحتاج الى اعادة اصدار الفاتورة، لم تأتي الموافقة على الفاتورة فالحكومة تمر بحالة من التقشف الآن.
بالنهاية .. لن أختتم ماكتبه كما أفعل دائماً، وأسحب التعميم، ثم أحوله لبعض الحالات الخاصة، لأن ماتحدثت عنه بالأعلى يشمل أكثر من 95 بالمئة من حالات التعامل مع الجهات الحكومية العربية، ولو لم تصدق .. اسمع تجارب أشخاص خرجوا من هذه التعاملات وهم في في كامل قواهم العقلية، وأخبرني لو كنت مخطئاً عندها.



الجمعة، 13 مايو 2016

5 طرق للحصول على عميلك الأول



5 طرق للحصول على عميلك الأول


العمل الحر رائع ! يعطيك ذاك الاحساس بالمسؤولية، ويجعلك تتدرب على قيادة نفسك أولاً وشركتك المستقبلية ثانياً .. لكنك بالتأكيد بحاجة للعملاء قبل كل شيئ فهم وسيلتك الأولى لتطوير عملك، وبناء هالة النجاح من حولك،
كيف أبدأ وكيف أبحث عن عميل جديد ؟ .. بالتأكيد لن أشمل كل الاحتمالات، والطرق، بل سأتحدث عن خمسة طرق ذاتية، سريعة، وغير مكلفة، لجلب عميلك الأول ببساطة !

العمل مع الأصدقاء والأقارب

الطريقة التي لاأفضلها بكل صراحة .. فقد تكون، هي نفسها السبب، الذي بجعلك تكره مهنة التصميم، ولأسباب عديدة .. لسنا بصدد الحديث عنها هنا لكن بعيداً عن مساوئها هي طريقة فعالة وحقيقية للبدأ ببساطة ولتكوين علاقات مبدئية تساعدك لتطوير نفسك وعملك وطريقتك بالتعامل مع العملاء القادميين.

كل الدروب تؤدي .. اليك !

أصدقاء الأصدقاء، والناس المقربين منهم، وغيرهم، كيف سيعرفون من أنت وماذا تقدم ؟ لذا .. اترك طرق عديدة للوصول اليك، وبأسلوب مرن وخفيف بعيد عن مفهوم المادة البحتة، فبدلاً من عبارة : “مصمم ويب وجرافيك” – قل أنك “تساعد من يواجهون مشاكل بالتصميم” وتذكر بشكل عام، أن الناس تفضل العمل مع أشخاص تعرفهم، أو مقربين لمعارفهم هذه النقطة مهمة .. ويمكن استغلالها دون عناء كبير أو تكاليف دعاية قد لاتفيدك أبداً.

كن مع شخص آخر .. في قلب الحدث

قد يختلف معنى الشراكة عن المعنى العام هنا، فمثلاً صديق لك .. مطور ويب، يتقن بعض لغات البرمجة، ولديه بعض العملاء المخلصين الذين يعمل معهم .. بالنفس الوقت هو ليس بمصمم أو على الأقل هو شخص غير محترف بالتصميم، لما لاتتعاون معه بمشاريعه .. لتقوم أنت بمهمة التصميم وهو البرمجة كمثال على ذلك اعرض على من تعرفهم هذه الفكرة فقد تفيدك وتفيدهم في نفس الوقت.

شارك بالمعارض والمؤتمرات

احدى الطرق التقليدية والبديهية .. لكنها فعالة، وتماماً كالخطوة الأولى، وهي زيارتك لتلك الأحداث والمعارض المتخصصة أو المرتبطة بما تقدم، فالشريحة التي تحتاجها لتبدأ . موجودة هناك، من زبائن، وريادي أعمال، ومن سبقك بدخوله هذا المجال لكن وبنفس الوقت لاتستخدم تلك الطرق المبتذلة بالتسويق عن نفسك أي لاتطبع ١٠٠٠ كرت وتذهب الى هناك لتوزعهم على الحاضريين .. اجعل الأمر عفوي، وبسيط، وعرفهم بنفسك، وبأعمالك بطريقة خفيفة.

دَوّن في اختصاصك

وهاهي الطريقة التي أجدها من أنسب الطرق، وأمتعها وأكثرها حرفية .. وصدقني لن تجد أبسط وأمتع وأروع منها .. وهي التدوين بما تحب، وعما تحب، وكما تحب :)  لذا احصل على مدونة احترافية، بتصميم جميل يعبر عنك كمصمم أو مبرمج أو أياً ما كنت وابدأ التدوين بما تعرف، وتحب، وتحدث عن كل مايتعلق بمهنتك، لتحصل على بعض الزوار .. ثم انشئ معرضاً لأعمالك البسيطة، لتكون بمثابة نموذج لما تقدمه .. ثم، استعد لاستقبال زبونك الأول .. بمشيئة الله طبعاً واستمر على تلك الوتيرة .. لكن تذكر دون كما تحب لا .. كما يجب أن تدون !

التوازن في الشعارات



التوازن في الشعارات



رغم أنني ممن يعتقد أنه لا قواعد بالتصميم، الا أنه وبالوقت نفسه هناك خواص جمالية بصرية ”كالألوان مثلاً واتساقها” أو الأشكال الهندسية وتوازنها، يجب أخذها بعين الاعتبار فمثلاً بالنسبة لي أتبع خطوة بسيطة، بحيث أجعل أغلب الشعارات التي أقوم بها، تَمرٌ على مرحلة أو قاعدة بسيط، وهي :
قاعدة توازن هذا الشعار ..
لكن قبل أن أكمل وأشرح المعنى، يجب أن أنوه أن هذا الكلام ليس قاعدة علمية ثابتة، ولست مخولاً بابتكار القواعد، ولم آتي به من كتاب أو مرجع في عالم التصميم، هو عبارة عن كلام شخصي، لذا قد يحتمل الخطأ، وبشكل كبير، وقد يستحق أن يأخذ بعين الاعتبار، “ان اقتنعت بفاعليته” على الشعارات التي تعمل عليها.

مامعنى توازن الشعار ؟

تخيل أثناء العمل بأنك قد وضعت الشكل الذي وصلت اليه على ميزان “بالتأكيد ليس ذاك الميزان الالكتروني” لنتخيله مثلاً، كقطعة خشبية صغيرة في منتصفها مثلث، يجلعها متوازنة وعلى اتساق واحد، كالشكل التالي :
Balance
ثم أقوم بوضع الشكل الذي وصلت اليه على هذا الميزان، وأسأل نفسي :
هل سيبقى متوازن ؟ أم سينحني الى أحد الأطراف ؟
شاهد مثلاً هذا المثال ..
B1
هل شعرت بتوازنه بصرياً ؟ لا أعتقد ذلك، الا تشعر بأن هذا الميزان سينحني الى اليسار قليلاً ؟
B2
نعم !! فالجزء اليساري الأسفل منه، وعند موازاته مع الجزء اليميني له، سنجد أنه يحمل عناصر اضافية، تجعله ذو ثقل أكبر .. وتجعل الشعار والميزان، غير متوازيين، ويميلان الى جهة اليسار،
حسناً الشكل بالأعلى جميل، وليس بذاك السوء، ومن الممكن اعتماده بل وسيكون جميلاً أيضاً، وأي شخص عادي سيشاهده سيعجبه، لكن سيشعر بأن هناك مشكلة ما لن يعرف ماهي بالتحديد، والشخص الخبير قد يعرف المشكلة، أو قد لايعرفها، لكن نقطة، بتلك البساطة تستحق التفكير بها والانتباه لها
دعونا نقوم بتعديل بسيط عليه ..
B3
هذا الشكل وبما أنه يعبر عن الحجر، فازالة الجزء اليساري بالأسفل، لن يكون مشكلة، بل وسيكون جيداً أيضاً، فالبساطة هي مانبحث عنه، وانتاج شعار بأبسط شكل، هو الغاية الأساسية التي نبحث عنها،
لدينا مشكلة أخرى .. وهي كتابة أسم الشركة، فالحرف g ببداية الكلمة يخل بتوازن الكلمة، ويجعل خط أسم الشركة يميل لليسار .. والحل هنا : بكل بساطة، هو اضافة السلوجن مثلاً، بالمنتصف أو ابتكار فكرة أخرى، تحقق التوازن “تغيير الخط – استخدام حرف كبير ببداية كل كلمة .. الخ”
دعونا نختبر بعض الشعارات ونجرب بعض الأمثلة للتوضيح
B5
حتى الآن الأمور جيدة ومتوازنة، لكن ليست جميع الشعارات، بنفس الأسلوب، فمثلاً هذه النماذج :
B6
ستجد أن تطبيقها على الميزان، قد لايعطي نتيجة مطابقة لما تحدثنا عنه بالأعلى، لكنها وبالوقت نفسه رائعة، وليست مزعجة بصرياً، لذا أعيد ماذكرته بالأعلى :
ماتحدثت عنه ليس قاعدة مطلقة، وليست أسلوب مٌسَلَم بالعمل به،
لكنها ملاحظة تستحق النظر اليها والتمعن بها، وشيئ أحببت مشاركته معكم لاقتناعي بفعاليته .....


الخميس، 12 مايو 2016

عن العمل الحر



عن العمل الحر



لاأدري لو كنت أنا الوحيد الذي يشعر بأن مفاهيم العمل الحر، وجمله، بدأت تدخل بمرحلة الابتذال، فأغلب من يتحدث عن العمل الحر حالياً “ومن الممكن أن أكون منهم” قد يقع بالفخ الكبير والذي يفترض أن العمل الحر هو هروب من القيود والمدراء، والدخول بذاك الجو الوردي الجميل وتلك الحرية المطلقة، والجلوس خلف مكتبك المنزلي المليئ بأوراق الملاحظات الملونة والكتب التحفيذية الشهيرة، وعلى يسارك فنجان قهوتك، وتنتظر بدء جني الأرباح أو النجاحات بمجرد تطبيق تلك الخطوات الأربع التي قرتها بمقالة ما هنا او هناك، أو تنظيمك للوقت ثم حمل حقيبتك والتسكع ثم العمل على حافة الرصيف و بالمقهى، أو الدخول بجو المزاجية واستلام بعض الأعمل ورفض بعضها الآخر،
ولاأدري لو كان محكوماً على أعلب المفاهيم والمعطيات التي يتم نشرها وتداولها بكثرة بوسطنا العربي “بالابتذال”، وأخذنا لذلك الجانب الغير حقيقي دائماً في كل أمر، وتطبيق عشرة جمل سويتاً واعادة تدويرها على المقالة أربع أو خمس مرات للحصول على مقالة ذهبية تتحدث عن العمل الحر،
ولاأدري لو أن كاتبها قد طرح على نفسه أسألة كهذه قبل كتابتها :

هل العمل الحر يعني الحرية المطلقة فعلاً ؟

نعم الحرية بذاك الجانب المرتبط بالمكان فقط، لكن على المستوى الشخصي والداخلي هل يوجد حرية بمزاولتك للعمل الحر ؟ بالتأكيد لا، فالقيود الداخلية التي تفرضها على نفسك أكبر بكثير من تلك القيود المرتبطة بالمكان أو الشخص.

وهل العمل الحر يعني عدم وجود جهة عليا عليك ومدراء ؟

لا، فمديرك بالعمل الوظيفي واحد أو اثنين، ومديرك بالعمل الحر هو ضميرك ومهامك وكل عملائك ومن تتعامل معهم.

هل العمل الحر يجعلك تغرق بالذهب ؟

العمل الحر يعني عدم النوم حتى تستطيع تأمين مستلزماتك وشعورك بالراحة أو الاستقرار، والعمل الحر يعني متابعة عملائك ليلاً ونهاراً، والعمل الحر يعني ذاك التوتر الذي يجعلك دائماً تخشى أن يمر هذا الشهر دون أن يزورك عميل جديد.

وهل العمل الحر يعني انشاء موقع وبدء الربح باليوم الثاني ؟

ليس بالضرورة أن يكون انشاء معرض الأعمال، أو التسجيل في أحدهم والعمل على مشاريع وهمية، يعني بدء استلام المشاريع الحقيقة والكسب، “طبعاً المنطق من حيث الأخذ بالأسباب وتكامل الخطوات صحيح”، لكن لايعتمد عليه ولايبنى عليه أي قرار مصيري “كترك عملك مثلاً”.

وهل قصص النجاح في العمل الحر دليل على نجاحك ؟

نعم محفذة وجميلة ولطيفة و تنتشر بسرعة والجميع يقرأها، لكن هل هي مفيدة “عدى عن ذاك الجانب الروحي” ؟ لا، فليس بالضرورة أن تطبيق احداها يعني نجاحك، فما قد كان مناسباً لذاك الناجح قد لايناسبك، ناهيك عن فارق الزمان والمكان وأسلوب التطبيق.

وهل المنتجات الرائعة تعني بيعها دائماً ؟

لا، فكم من منتجات أكثر من رائعة لم تظهر ولم يعرف بها أحد، ليست تلك النظرة السوداوية هي التي جعلتها تختفي، فالظروف ليس دائماً مريحة وجميلة، والمستخدم ليس دائماً مهتماً بمنتجك أو موقعك أو عملك، وكلمات أصدقائك ومن حولك ليست دوماً صادقة وحقيقية.

وهل تلك الخطوات المنمقة تُعَرفُ  العمل الحر على حقيقته ؟

لا، فالجمل التي تتغنى بالعمل الحر والاعتماد على النفس وكسب الأرباح بخطوات واضحة، وأن العمل الحر يعني العمل بشغف وابداع أكبر، هي جمل كتبها أمثالي بعد انهاءهم تجربتين ناجحتين، ثم نسي مراجعتها عندما واجهته عشرات التجارب الفاشلة.

وهل العمل الحر يحتاج فقط للشجاعة ؟

لا، فهو يحتاج لمئة شيئ آخر غير الشجاعة، الشجاعة قد تعني الانتحار، والشجاعة تعتمد أحياناً على المزاجية والظروف، ولا يبنى عليها فقط أي قرار في الحياة، “الشجاعة حملة اعلانية ابتكرها المترفون”

للأسف، فقد خدعوك وقالوا :

مستقل .. بعملك ورأيك ورغباتك وخياراتك، وكما فعلها غيرك .. تستطيع أنت أن تفعلها أيضاً،
فسواء توجهت للعمل الحر أو للعمل الوظيفي، المقياس الأول والوحيد هو أنت، وليست كلماتهم وكلماتي وماذكرته وأذكره في كل مقالاتي، المقياس الوحيد هو تجربتك ومهارتك وعدم قدرتك على النوم وأنت تحلم بانجازاتك وماتريد تحقيقه، وسواء أكنت تعمل بشكل حر أو وظيفي أنت هو نقطة الارتكاز، وبوجود مدير عليك، أو بعدمه، وسواء أكنت تنتظر راتبك آخر الشهر أو ذاك المبلغ المترتب على عميلك الجديد ..
أقرأ كل هذه التدوينات والتغريدات والكلمات الجميلة التي نكتبها في أوقات فراغك فقط، ثم أغلقها وعد لحياتك الواقعية ولاتبني عليها أي شيئ، فتدوينات الخطوات وقصص النجاح والأحلام الذهبية هي : اما موضة هذا العصر، أو أننا “نحن كتابها” نخدع أنفسنا لنتفائل بها ونرى أن خياراتنا وكل شيئ نقوم به جيد ورائع .. لكن بالنسبة لك .. لا تنخدع معنا وتذكر أن :
المضمون الأساسي والحقيقي للعمل الحر هو : أفكارك، تجاربك، حياتك ..
هو : أنت فقط.